روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | قلبي يتقطّع من.. جفاف أبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > قلبي يتقطّع من.. جفاف أبي


  قلبي يتقطّع من.. جفاف أبي
     عدد مرات المشاهدة: 2483        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم. أنا طالبة جامعية واعيش مع أسرتي أمي وأبي واخواني وانا اكبر إخواني وتعبت من المشاكل بين أمي وأبي.

أبي انسان طيب ملتزم ويقوم بواجباته المنزلية على اكمل وجه ولكن لايقوم بواجباته الزوجيه تجاه أمي أمي هي صديقتي وأختي وأمي ودائما تشكيلي قسوة ابي معها وجفافه في تعامله معها وإهماله لها وانا قلبي يتقطع عليها وهذا جعلها تنحرف وتتحدث مع شباب

وهي ليست من هذا النوع هي إنسانا ملتزمه ولكنها فاقدة الحنان الذي لم تعرفه ولااعرف ماذا افعل أبي انسان طيب ولكن كثرة المشاكل مع أمي طوال السنين الماضيه جعلته لا يعيرها إي اهتمام

وانا تعبت فكرت في ان اتحدث معه وافهمه ولكن مااستطعت خايفه من ردة فعله وأمي تكلمت معه كثيييرا في هذا الشي ولكن لا فائده فأتمنى ان القى عندكم الحل لهذه المشكله


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

أختي المباركة نرحب بك في موقع " المستشار "، ويسعدنا تواصلك معنا طلبًا للمشورة، وأسأل الله أن يبارك فيك وينفع بك حيثما كنت، ويجعل لك من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا، ويشرح صدرك ويذهب ما فيه من الهم والحزن ويرزقك من حيث لا تحتسبين.

لقد أثار إعجابي وأثلج صدري الهم والشعور بالمسئولية الذي تحملينه تجاه والديك وخاصة أمك، وجعلني أتفاءل بزوال المشكلة قريبا وخاصة أن لك مكانة ومنزلة عالية عند والديك ستكون عونا لك في رد أمك بكل لطف وحكمة لما يحفظ لها دينها وشرفها، وإن في فعلك هذا لتأسيًا بالخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو يناصح أباه ليرده إلى الحق، يقول الله عز وجل في سورة مريم يحكي عن ابراهيم قوله لأبيه:

"وَاذكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ﴿٤١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا ﴿٤٢﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ﴿٤٣﴾ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيًّا ﴿٤٤﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴿٤٥﴾

أختي المباركة من خلال الاطلاع رسالتك اتضح لي أنك تلحظين بعض الآثار السلبية على سلوك والدتك نتيجة للجفاف العاطفي بينها وبين أبيك رغم أن فيهما خيرية وصلاح وتقوى.

إن للجفاف العاطفي إفرازات وسلبيات خطيرة، والإشباع العاطفي أمر مطلوب لأنه من أهم الأسباب في تقوية العلاقة الزواجية وتماسك الأسرة ولكن عدم وجوده ليس عذرًا للشخص في أن يقع في مستنقع الرذيلة، والأولى بالمرء أن يصبر ويعف وينظر في علاج مشكلته بالطرق الشرعية.

عزيزتي أنا أشعر بك وبقلقك وبحجم المشكلة وحساسيتها ولكن عقليتك وحكمتك التي وهبها الله لك ومكانتك عند والديك سوف ستساعدك على علاج هذه المشكلة ولعلي أذكر لك بعض التوجيهات العامة التي قد تعينك علي معالجة المشكلة ومنها:

1. الدعاء وكثرة السجود:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ فَزِعَ إِلَى الصَّلَاةِ، فافزعي إلى الصلاة والجئي إلى الله وتوجهي إليه بالدعاء وخاصة في الثلث الأخير ليسددك ويعينك ويصلح شأن أسرتك.

2. تحديد المشكلة والتعامل معها بشكل مستقل عن علاقتك بوالدتك:

حددي المشكلة وحجمها وتعاملي معها وفق حجمها، ولا تجعليها تسيطر عليك وتكرهي كل جميل في أمك، ويصعب عليك فيما بعد قبول أمك.

3. الحوار البناء باللين والرفق:

تحدثي إلى والدتك برفق ولين مع إصرار شديد، ذكريها بالله وعقابه، خوفيها شؤم المعصية، ابكي أمامها واستجديها لتتوقف عن هذا الفعل لأنه يضرها أولًا ويضر بأسرتكم، صفي لها وضع الأسرة لو اكتشف والدك الأمر أو شاع الخبر بين الناس.

4. استعيني بمن تثقين فيه من أخوالك (خالتك أو خالك مثلًا)

ويتصف بالحكمة والعقل والحلم والأناة وحفظ الأسرار ليتولى معالجة الموضوع إن لم تفلحي، وزوديه بكافة المعلومات المتوفرة عندك عن هؤلاء الشباب.

5. ابحثي عن سر جفاف العلاقة العاطفية بين والديك، فقد يكون السبب بسيط ويمكن علاجه بسهولة، قد يكون السبب هو جهل والدتك بمعرفة احتياجات الرجل وقد يكون السبب الوالد، اقتربي منهما أكثر وأكثر كلًا على حدة.

6. لا تفشي سر والدتك لأحد وخاصة والدك، والعكس كذلك.

7. أكثري من ذكر محاسن والدتك عند والدك، وانقلي له حبها وإعجابها به وكذلك العكس، اقترحي على أحدهما إهداء الآخر.

8. حاولي تنظيم برامج و مناشط مشتركة تجتمع الأسرة فيها والوالدان بكثرة، مثل الخروج في الرحلات البرية.

أسال الله أن يوفقك ويسددك.

الكاتب: أ. أمل عبدالله الحرقان

المصدر: موقع المستشار